القادة الذين تمّ تعيينهم هم أشخاص جديرون ومثل جيل القادة الشهداء الذين نزلوا الميدان فوراً وأطلقوا بعد ١٧ ساعة من هجوم العدو ١٥٠ صاروخًا باتجاه النظام الصهيوني]-من الحوار التلفزيوني للدكتور محمد باقر قالیباف (رئيس البرلمان الإيراني) الذي بثّ منذ قليل على شبكة «أخبار» وقناة «سيما ١»، حول الخبايا غير المرويّة لحرب العدوان الصهيوني، الـ١٢ يومًا-قالیباف: مشكلات إيران مع أمريكا لا تعود إلى ما بعد الثورة فحسب؛ أمريكا في المئة عام الأخيرة كانت دائمًا تسعى لإضعاف إيران؛ أمريكا لا تريد إيران مستقلة.قالیباف: النظام الصهيوني هو شرطي أمريكا في المنطقة؛ نتنياهو يعتبر إيران عدوه الأول؛ استراتيجية النظام الصهيوني تقوم على مسعى “من النيل إلى الفرات” ويعتبرون أنفسهم فوق البشرية جمعاء.قالیباف: هجوم النظام الصهيوني على إيران تمّ بالتأكيد بتنسيق مع أمريكا؛ نتنياهو أعلن ثلاثة أهداف لهذا الهجوم: تغيير النظام السياسي في إيران، تدمير الصناعة النووية، والقضاء على القدرة الصاروخية للبلاد؛ لكنه فشل في الثلاثة؛ ولكن هذا الانتصار لا يعني أننا لم نتضرر؛ فقد قدّمنا في هذه الحرب أكثر من ألف شهيد.قالیباف: في الحربين العالميتين الأولى والثانية، أعلنت إيران الحياد، لكن هل تقبلت القوى المتحاربة هذا الحياد؟ الحلفاء اعتبروا جغرافيا إيران “جسر النصر”. اليوم أيضًا، جغرافيا إيران مع قدراتها المادية والمعنوية والقوة التي منحها الإسلام لها، تمثل موقعًا استراتيجيًا حاسمًا؛ لذلك حتى لو لم نتدخل نحن مع إسرائيل، فهي ستتدخل معنا.قالیباف: لا شك أن في الداخل كانت هناك خلافات حتى اختلافات جوهرية، ولكن عندما واجهنا عدوانًا خارجيًا، اجتمع الجميع موحدين للدفاع ضد العدو؛ الجميع تجمعوا حول محور واحد وبقيادة قائد الثورة في حلقة مركزية واحدة وأصبحوا صوتًا واحدًا؛ أعداؤنا كانوا دائمًا قلقين من هذه القوة، أي تماسك ووحدة أمتنا.قالیباف: في ليلة الهجوم الأولى، كان قادتنا في غرف القيادة واستشهدوا هناك؛ لم نتعرض للمباغتة في حقيقة الهجوم، بل في طريقة عملياته؛ هذا النوع من العمليات والجرائم لا يفعلها إلا نظام مثل إسرائيل، لأنها بطبيعتها إرهابية؛ إيران ردّت بسرعة على عدوان العدو.قالیباف: الإمام الخامنئي القائد العام للقوات في ساعات أخرج القوات المسلحة من الصدمة؛ كان مثل عام ١٩٨٠ في غرفة العمليات، يوجّه القادة ويُصدر الأوامر وجهًا لوجه؛ القادة المعينون هم أشخاص كفوء ومثل جيل القادة الشهداء الذين نزلوا الميدان فورًا، وأطلقوا بعد ١٧ ساعة ١٥٠ صاروخًا و٣٥٠ طائرة مسيرة باتجاه النظام الصهيوني.قالیباف: الأجهزة الاستخباراتية لأمريكا والنظام الصهيوني لم تعرف شعب إيران؛ الشعب رغم المظالم تخلّص من هذه القضايا وقدم نفسه؛ نحن ملزمون بالحفاظ على هذه المعرفة لشعبنا وعدم النظر إليها نظرة استهلاكية؛ العدو كان يعتبر الترابط الاجتماعي لإيران نقطة ضعف، لكنه أصبح نقطتنا القوية؛ شعب إيران في هذه الحرب أظهر تحركات أكثر تأثيرًا من صواريخ “خيبر” و“فتاح”.قالیباف: النظام الصهيوني كان يسعى لتدمير عناصر قوة الجمهورية الإسلامية؛ أحد أهدافهم الرئيسية كان تمزيق إيران عبر الإطاحة بالنظام، إذ يعتبرون إيران الموحدة تهديدًا لهم؛ في فترات المفاوضات مع أمريكا، كان جدول أعمالهم يشمل المحاور الثلاثة: النووي، الصاروخي، والإقليمي، لكن إيران لم تقبله أبدًا، ودخلت المفاوضات في الجانب النووي فقط مع التشديد على الحفاظ على القدرة على التخصيب في إطار معاهدة حظر الانتشار؛ استشهاد علماءنا النوويين لا يضعف قدرتنا على التخصيب، والقنابل والاغتيالات لا تقضي على قدرات هذه الأمة العلمية.قالیباف: كنّا قد فتحنا “طريق الشهيد همّت السريع” من إيران إلى النظام الصهيوني وكانت الصواريخ تُطلق عليه باستمرار؛ السماء والأرض الصهيونية كانت بيد إيران؛ استهدفنا من الشمال إلى الجنوب النقاط التي أردناها.قالیباف: العقيدة الأمنية والاقتصادية للنظام الصهيوني انهارت؛ إسرائيل لم تعد قادرة على أن تُقدّم نفسها كأرض آمنة للاستثمار.قالیباف: النظام الصهيوني بدون دعم أمريكا لا يستطيع المقاومة حتى أسبوع؛ عندما استهدف هذا النظام شعبنا، عاد بعض الناس من طهران إلى مدنهم؛ أما السكان المستوردون للنظام الصهيوني الوهمي فليعودوا إلى بلدانهم الأصلية؛ في الواقع، إيران في هذه المعركة لم تواجه فقط النظام الصهيوني، بل الناتو والغرب بقيادة أمريكا ومعاونتها الإقليمية إسرائيل.قالیباف: إسرائيل هي الولاية الحادية والخمسون لأمريكا؛ النظام الصهيوني لم يذق مثل هذا اللهيب من قبل؛ تدخلت أمريكا لمنع سحق إسرائيل وهزيمتها؛ وبعد عجز إسرائيل عن تحقيق أهدافها، اضطرت أمريكا للدخول المباشر في الحرب.قالیباف: رد إيران على الهجوم المباشر لأمريكا كان باستهداف مقر قيادتها في قطر.قالیباف: النظام الصهيوني انهار بنيويًا؛ بدأت هجرة معاكسة من الأراضي المحتلة.قالیباف: الأرقام الحقيقية لقتلى إسرائيل أكبر بكثير من الإحصاءات الرسمية؛ المعايير العلمية تؤكد ذلك؛ ٣٥٠٠ جريح يفترض أن يقابله على الأقل ٥٠٠ قتيل؛ سيطرة إيران على أرض وسماء العدو كانت السبب الرئيسي لفشل النظام الصهيوني؛ أوقفنا مراكز الدفاع والجيش الصهيوني؛ نسبة إصابة صواريخنا في الأيام الأخيرة تجاوزت ٩٠٪.قالیباف: “النواة الصلبة” للجمهورية الإسلامية اليوم ٩٠ مليون نسمة؛ التماسك الوطني هو أهم مكسب من الحرب؛ أغنية “بوم بوم تل أبيب” أصبحت رمزًا للدبلوماسية الشعبية لإيران؛ مليار مشاهد يعني انتصارًا في حرب السرديات؛ مراجع الشيعة وعلماء أهل السنة دعموا إيران كما لو صدرت فتوى جديدة لحظر التبغ.قالیباف: لا نقبل الحرب المفروضة، ولن نقبل السلام المفروض؛ الدبلوماسية أيضًا وسيلة قتال؛ التفاوض عند الأمريكيين يعني تنفيذ ما يقولون، وهذا هو الأحادية التي لا نقبلها؛ نحن نعتبر التفاوض أيضًا وسيلة قتال لنظهر للعالم أن أمريكا لا تؤمن بالسلام أو التفاوض.قالیباف: التكنولوجيا النووية ليست فقط خطًا أحمر بل تتجاوز خطوطنا الحمراء؛ أولاً على أمريكا أن تجيب لماذا هاجمتنا بالتزامن مع المفاوضات؟؛ يجب تحديد شيئين في التفاوض: تحقيق أمن مستقر في المنطقة وضمان منفعة اقتصادية لإيران؛ نحن نتعامل مع “مزابل الغرب” الذي يقوم بكل أعمالهم القذرة؛ إذا كانت أمريكا صادقة، فعليها تعويض أضرار الهجوم الأخير.قالیباف: تجربة الحرب الـ١٢ يومًا هي رصيد لا يُشتَرى بأي ثمن؛ رغم الخسائر المادية والمعنوية، اليوم نقوّي عناصر قوتنا أكثر من أي وقت مضى.قالیباف: لو كان النظام الصهيوني قادرًا على استمرار الحرب، لما توقف لحظة؛ اليوم الشعوب تقف في وجه أمريكا والنظام الصهيوني.قالیباف: اليوم الإيرانيون يُقسمون فقط إلى فئتين: وطندوست ووطنفروش؛ مقياس حكم الشعب اليوم أصبح كما تشتهر “إيران-تشيك”: انظر مَن مع إيران ومَن ضدها؛ حتى من لم يظهروا في الإعلام الرسمي، اليوم نزلوا الميدان من أجل إيران؛ رأينا مؤخرًا فتاة من دون حجاب تدافع عن وطنها بنشر ستوري علم إيران؛ من چاوشي إلى كريمي، ومن علماء الشيعة إلى أهل السنة، الجميع وقف مع إيران؛ اليوم الرابرز الإيرانيون وقفوا وصرفوا رابرز الخارج عن ساحة الدفاع عن إيران؛ دخول لاعبينا في الكرة الطائرة تحية عسكرية كان عملًا نابضًا من القلب.قالیباف: الشهيدان باقري وكاظمي! يا ليتكما هنا لتروا شباب العقد الثامن يقفون للدفاع عن الوطن أقوى من جيلنا؛ أحيّي شرف وإباء الشعب الإيراني؛ اليوم رأينا الخباز يقف بجانب التنور وبيده حرق أخيه الشهيد؛ الطفل الذي كان يسكب الماء في طابور البنزين كان رمز الإباء والمحبة الإيراني؛ الوطن والإسلام واحد، وشعبنا، بكل توجه ومذهب، وقفوا دفاعًا عنه؛ بفخر أضحي من أجل هذا الشعب؛ أهب روحي من أجل إيران وثقافة هذا الشعب؛ اليوم رأينا كل الناس، حتى النقاد والمعارضين الذين في مثل هذه الظروف اجتمعوا حول الولي الفقيه القائد العام للقوات المسلحة من عام ١٩٨٠ وكان في غرفة عمليات الحرب.
